الجفاف سبب رئيسي للتصحّر، لكن صحارى من صنع الإنسان تنشأ كل يوم

موجات الجفاف الطويلة التي حولت المراعي والسهول في أفريقيا الى صحراء قاحلة تعتبر من ظواهر الطبيعة. لكن عشرات الكيلومترات المربعة من الأراضي حول العالم تصبح صحراء كل يوم، ولا يمكننا أن ننسب كل هذا الى الطبيعة.

الانسان هو المسبب الرئيسي للصحارى اليوم. ونحن باستهتارنا نحول الأراضي الخصبة الى أراض عقيمة. هذه العملية تدعى «التصحّر»، والصحارى الناتجة عنها تختلف عن الصحارى الموجودة طبيعياً. ان للصحارى الطبيعية جمالاً فائقاً، وهي تدعم تنوعاً نباتياً وحيوانياً معقداً وغنياً ومدهشاً. أما الصحارى التي تسبب بها الانسان فتخلو من أي جمال. ولأنها «أقل نضجاً» من الصحارى الطبيعية، فهي تفتقر لنباتات وحيوانات متنوعة.

الصحارى التي يصنعها الانسان تكون عموماً في أراض جافة على حافة صحراء قائمة، وهي عرضة لتدهور بيئي. والضغوط البشرية هي المسؤولة في المقام الأول عن هذا المأزق. فالناس

يستغلون الأراضي بشكل مفرط في الزراعة والرعي، بحيث تصبح التربة سيئة التغذية على نحو خطير، أو خالية من الأعشاب. ونتيجة لذلك تتفتت وتذروها الرياح بعيداً وتجرفها المياه. وعندما تهطل الأمطار، لا تكون هناك تربة لتحتجز المياه، فتحدث فيضانات. وازالة الغابات لأغراض الزراعة أو البناء تُحدث أيضاً تصحراً. كما أن الانسان يساهم في رفع درجات الحرارة، إذ يطلق الى الأجواء غازات تحتبس حرارة الشمس، خصوصاً ثاني أوكسيد الكربون المنبعث من المصانع ووسائل النقل ومحطات توليد الطاقة. وهذا الاحتباس الحراري يؤدي الى هطول أمطار أقل، ما يساعد في خلق الصحارى.

لكن هناك حلولاً للمشكلة. فالأراضي التي تحولت الى صحراء يمكن استصلاحها من خلال الري والتحريج المناسبين. واعتماد تقنيات أذكى في الزراعة والرعي يحول دون تحول الأراضي السريعة التأثر الى صحراء. ما فعلناه يمكننا الاقلاع عنه لاجتناب كارثة من صنع الانسان.