أنجزت عشرات المدارس في أبوظبي قياس جودة الهواء المحيط بمبانيها، وذلك في إطار التزامها بتنفيذ «مبادرة المدارس المستدامة» التي أطلقتها هيئة البيئة ـ أبوظبي والهادفة الى تعزيز السلوك البيئي الايجابي لدى الطلاب وتقليل البصمة البيئية للمدراس.
تم رصد تركيز الملوثات عبر شبكة محطات رصد الهواء التي يديرها المعهد النروجي لأبحاث الهواء في إمارة أبوظبي. وقام مهندسو المعهد بمساعدة الطلاب في قراءة بيانات ملوثات الهواء، التي تشمل ثاني أوكسيد الكبريت وأوكسيد النيتروجين وأول أوكسيد الكربون والأوزون والجزئيات العالقة والرصاص، وهي عادة مصحوبة بمخاطر صحية.
كما قامت هذه المدارس بقياس بصمتها البيئية من حيث استهلاك المياه والطاقة وكمية النفايات المتولدة عن المدرسة، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات ووضع للخطط والبرامج اللازمة للحد من التأثيرات البيئية ووضع أهداف محددة لتحقيقها سنوياً.
ويعتبر هذا «التدقيق البيئي» من العناصر الإلزامية للمشاركة في مبادرة المدارس المستدامة، اضافة الى بناء قدرات المعلمين لتنفيذ متطلباتها، مثل إنشاء وإدارة النوادي البيئية المدرسية لتمكين الطلاب من التعرف على القضايا البيئية الهامة التي لم يتم تناولها في المناهج الدراسية، وإكسابهم المهارات العلمية والعملية من خلال الرحلات البيئية والأنشطة الميدانية.
وقال المنسق البيئي في مدرسة النهضة الوطنية الخاصة للبنين: «من خلال إجراء التدقيق البيئي وجدنا أن مدرستنا تستهلك 59.000 ليتر من المياه يومياً لري المناطق الخضراء المزروعة فيها. وهذه كميات كبيرة بالفعل. ونأمل أن تساهم نتائج هذا التدقيق البيئي، الذي يشمل الاعتبارات المتصلة بالمياه والهواء والطاقة والنفايات، في توعية طلابنا بحجم الموارد الطبيعية التي نهدرها بشكل يومي من دون أن نشعر، وتشجيعهم على القيام بالإجراءات المناسبة للحد من هدرها سواء في المدرسة أو في المنزل».